لقد نالت دراسة عمالة الإناث مكاناً لا بأس به من الدراسات والأبحاث العلمية المقدمة للمؤتمرات الدولية والمنظمات الدولية المتخصصة فى الدراسات السكانية ويقصد بالعمالة النسائيةFemales Labor Force العاملات بالفعل وكلما ارتفعت نسبة الإناث العاملات فإن هذه الظاهرة تدل على أن الإناث يسهمن فى الأنشطة الاقتصادية، ويتحملن قسطاً من الأعباء المعيشية، وبالتالى تخفيف ضغط الأعباء التى يتحملها الذكور وبالتالى انخفاض معدلات الإعالة.
ويقصد بالتركيب المهنى Structure Occupational توزيع الإناث الناشطات اقتصادياً فى سن 15 سنة فأكثر حسب المهنة، حيث تعبر المهنة عن الحرفة التى تمارسها الإناث بغض النظر عن النشاط الاقتصادى التى تنتمى إليه (لؤى شبانة، 2008، 15)، وتفيد دراسة الحالة المهنية لقوة العمل فى التعرف على ماهية الأعمال التى يؤديها العاملون وتحديد الاحتياجات من مختلف أنواع القوى العاملة فى البيئة الاقتصادية سواء على مستوى الوحدة الإنتاجية أو القطاع الاقتصادى، ويختلف التركيب المهنى عن النشاط الاقتصادى لأن المهنة الواحدة يمكنها أن تندرج تحت أكثر من نشاط لذا فإن دراسة التركيب المهنى أخص من النشاط الاقتصادى وانعكاساً له ( سعيد رجب عشيبة، 2006، 189)، ويعرف تصنيف مهن السكان بالتصنيف الاجتماعى المهنى والذى يهتم بالحرفة أى نوع العمل الذى يمارسه الفرد، ويتحدد التركيب المهنى فى سبع مجموعات رئيسة وهى الأتى:(المديرات وصاحبات الأعمال، صاحبات المهن الفنية والعلمية،القائمات بالأعمال الكتابية،العاملات فى الخدمات والمحلات والأسواق،العاملات بالزراعة والصيد،عاملات الإنتاج والفعلة ومن إليهن، الإناث غير المصنفات)
وتتناول الدراسة خلال هذا البحث التركيب المهنى للعاملات بمركز أبوحمص، وذلك من خلال دراسة تطور القوة العاملة للإناث فى الفترات التعدادية(1986-2017) والتى توضح مدى التغير الذى يطرأ على المهن التى تمتهنها المرأة والتى تتغير عبر المراحل التعدادية المختلفة وفق الظروف المحيطة بالمرأة العاملة، وأيضاً إلقاء الضوء على التوزيع الجغرافى للقوة العاملة الأنثوية فى عام 2017 حيث يتضح من خلاله مدى التمركز الأنثوى فى مهنة عن الأخرى، حيث يشير ذلك إلى مدى ما توفره البيئة من موارد تتيح للمرأة امتهان أعمال معينة دون غيرها، وكذلك الظروف التى تتأثر بها الأنثى فى محيط بيئتها كالعادات والتقاليد، وكذلك الخبرة ومستوى احتياجاتها وغيرها من ظروف تؤثر فى توزيع المهن الخاصة بكل أنثى، ودراسة خصائص التركيب المهنى للإناث العاملات وفقاً للسن والحالة التعليمية، وكذلك وفق الحالة الزواجية، والحالة العملية، والنشاط الاقتصادى والتى تؤثر كلٍ منها فى مدى مشاركة المرأة فى المهن المختلفة.