إن قضية المياه في مصر تتسم بندرة اقتصادية تتمثل في نقص المعروض من الموارد المائية بالمقارنة بحجم الطلب على هذا المورد الهام ، ونظرا لثبات حصة مصر من مياه نهر النيل عند 55.5 مليار متر مكعب سنويا في مقابل الزيادة السكانية في مصر خلال القرن الحادي و العشرين مما أدى إلى انخفاض نصيب الفرد من المياه سنة تلو الأخرى حيث كان متوسط نصيب الفرد من المياه عام 1950 حوالي 2700متر مكعب في السنة انخفض إلى نحو 858 متر مكعب في عام 2000 ثم انخفض إلى حوالي 609 متر مكعب في السنة عام 2016 وهذا يعنى أن مصر تعتبر تحت خط الفقر المائي .
و تتمثل مشكلة الدراسة في تزايد العجز المائي نتيجة للزيادة السكانية المستمرة، بالإضافة لعدم قدرة القطاع الزراعي بالوفاء بأهدافه وتلبية احتياجات السكان المعتمد أساسا على وفرة مياه الري في الوقت الذي يزيد فيه معدل الفاقد والهدر من المياه نتيجة استخدام وسائل ري تقليدية في الأراضي القديمة في الوقت الذي وضعت فيه الدولة إستراتيجية لاستزراع وإضافة 3.4 مليون فدان لتحقيق أهداف التوسع الأفقي حتى عام 2017.
وتستهدف الدراسة بصفة أساسية اقتراح بعض البدائل للتراكيب المحصولية بمحافظة بنى سويف والأكثر ملائمة والأعلى كفاءة في استخدام مياه الري في ضوء تطوير إدارة استخدام مياه الري من مواردها المختلفة في الأراضي القديمة.
كانت أهم ما توصلت إلية الدراسة من نتائج أن الكثافة المحصولية مرتفعة في الأراضي القديمة قد تصل إلى حوالي 200% بينما تقدر بحوالي 150% في الأراضي الجديدة ويرجع ذلك لنقص المياه وانخفاض خصوبة التربة بهذه الأراضي ويعتبر القمح والبرسيم المستديم وبنجر السكر من أهم المحاصيل الشتوية بينما تعتبر الذرة الشامية الصيفي والقطن من أهم المحاصيل الصيفية من حيث الاستهلاك المائي السنوي عام 2017 حيث يعتبر القمح من اكبر المحاصيل الشتـــوية استهلاكــا للميـاه ( 208.574مليون متر مكعب سنويا) ثم يليه البرسيم المستديم ﴿174.567 مليون متر مكعب سنويا) ثم بنجر السكر﴿ 49.028 مليون متر مكعب سنويا) بينما البقوليات بشكل عام ( الفول البلدي) اقل المحاصيل الشتوية استهلاكا للمياه.
وبالنسبة للمحاصيل الصيفية فأكثرها استهلاكا للمياه هو الذرة الشامية الصيفي ﴿498.396مليون متر مكعب سنويا) يليه القطن ( 49.760مليون متر مكعب سنويا) . أما المحاصيل النيلية فأكثر المحاصيل استهلاكا للمياه هو الذرة الشامية النيلي (82.159مليون متر مكعب سنويا) ومن خلال دراسة التركيب المحصولي لمحافظة بنى سويف يمكننا اقتراح بدائل مختلفة للدورات الزراعية والتي يمكن للمزارع الاسترشاد بها والتي يمكن أن تحقق معظمة العائد بالنسبة للمزارع وفى الوقت نفسه تدنيه كميات مياه الري المستخدمة ومن بين الدورات المقترحة:-
﴿ثوم +قطن /بنجر السكر +ذرة شامية / قمح +ذرة شامية /برسيم مستديم +ذرة شامية صيفي/بصل +قطن )–ونظرا لان الهدف الرئيسي للمزارع هو الحصول على أعلى عائد ، تشير البيانات إلى أن أعلى الدورات الزراعية التي تحقق عائد صافيا للمزارع للسنة الزراعية 2017 وهى :-
برسيم مستديم+ذرة شامية صيفي / بصل + قطن/ثوم + قطن /قمح +ذرة شامية صيفي / بنجر السكر + ذرة شامية صيفي إذ بلغ صافى العائد لكل دورة 14347, 7192, 5557, 5160, 2734 جنيه /فدان على الترتيب وقد يرجع ذلك إلى أن محافظة بنى سويف تمتع بميزة نسبية في إنتاج الثوم والبصل وكذلك هي ضمن أقاليم زراعة القطن ويمكن التوسع في زراعة القطن وخاصة بعد أن أقرت الدولة سعر ضمان لبيع المحصول قبل الزراعة .
وفى محاولة للتعرف على انسب الدورات الزراعية والتي يتحقق منها استهلاكا اقل من المياه والتي تحقق اكبر قدر من الوفر المائي تبين أن اقل الدورات الزراعية استهلاكا للمياه هي :قمح +ذرة شامية صيفي /بنجر السكر +ذرة شامية صيفي / برسيم مستديم + ذرة شامية صيفي /ثوم +قطن /بصل +قطن / إذ قدر استهلاكها من المياه بنحو 4656, 5084, 5493, 5882 ,5882متر مكعب /فدان علي الترتيب.
باستعراض نتائج تحليل نماذج البرمجة الخطية التي تم إجراؤها للوصول للتركيب المحصولي الأوفق الذي يحقق دالة الهدف فقد تم الحصول علي عدة سيناريوهات حيث حقق السيناريو الأول تعظيم صافي العائد للتركيب المقترح حيث قدر صافي العائد الناتج من حل النموذج 2497.185مليون جنيه, و بلغ الفرق بين صافي العائد الفعلي والمقترح 326.599مليون جنيه بزيادة مقدارها 15.1%مقارنة بالتركيب الفعلي , وجاءت نتائج حل البرمجة الخطية للسيناريو الثاني بهدف تدنيه كمية المياه المستخدمة في التركيب المحصولي المقترح بلغ الفرق بين كمية المياه المستخدمة في التركيب الفعلي والمقترح نحو71.705 مليون متر مكعب بانخفاض يمثل نسبة 5.9% من كمية المياه في التركيب الفعلي بالوضع الراهن , وبالتالي يمكن توجيه هذه الكمية من المياه لزراعة محاصيل أخري إستراتيجية بالمحافظة للاستفادة منها , وفي السيناريو الثالث جاءت نتائج حل البرمجة الخطية بهدف تعظيم العائد علي وحدة المياه المستخدمة في التركيب المقترح انه قد حقق الهدف بتعظيم العائد بالجنيه علي وحدة المياه حيث كان 1.14جنيه / م3بينما كان العائد علي وحدة المياه في التركيب المحصولي الفعلي 0.42 جنيه /م3 بذلك يصبح الفرق بين المقترح والفعلي 0.72 جنيه /م3 , و في ظل محدودية وندرة المياه يتم التعامل معها علي أنه من أهم عناصر العملية الإنتاجية ولابد من أخذه في الاعتبار كقيمة ضمن عناصر الإنتاج الداخلة في الزراعة - وفي ضوء ذلك يتم التعامل للمنتج الزراعي مع قيمة المياه الداخلة في الإنتاج والعائد بالجنيه علي وحدة المياه المستخدمة في الزراعة – تم الحصول علي أكثر من سيناريو للتسعير كان أفضلها تسعير وحدة المياه 0.1جنيه/م3 حقق الهدف حيث ازداد صافي العائد للتركيب المحصولي المقترح (بتسعير المياه 0.1جنيه/م)3بنحو 207.859مليون جنيه عن التركيب الفعلي , كما حقق تدنيه كمية المياه المستخدمة بزراعة التركيب المقترح عن التركيب الفعلي بحوالي718.023مليون م3 , مما يشير إلي أن إمكانية استخدام تلك الفروق في كمية المياه بعد التسعير ,كذلك أرتفع صافي العائد علي وحدة المياه المستخدمة في ظل السيناريو المقترح بفرق عن التركيب الفعلي حوالي 0.64 جنيه/م3 لذا فقد حقق هذا النموذج زيادة صافي العائد وكذا تدنيه كمية المياه المستخدمة وزيادة العائد علي وحدة المياه المستخدمة , لذا يمكن توجيه فائض المياه في زراعة محاصيل أخري أو توجيهه لاستصلاح مساحات جديدة من الأراضي .
عوض, . (2019). "دراسة اقتصادية للوضع الراهن والأوفق للتركيب المحصولي في محافظة بني سويف في ظل محدودية الموارد المائية". Journal of Agricultural and Environmental Sciences, 18(1), 151-175. doi: 10.21608/jaesj.2019.290523
MLA
رحاب عطية هاشم عوض. ""دراسة اقتصادية للوضع الراهن والأوفق للتركيب المحصولي في محافظة بني سويف في ظل محدودية الموارد المائية"", Journal of Agricultural and Environmental Sciences, 18, 1, 2019, 151-175. doi: 10.21608/jaesj.2019.290523
HARVARD
عوض, . (2019). '"دراسة اقتصادية للوضع الراهن والأوفق للتركيب المحصولي في محافظة بني سويف في ظل محدودية الموارد المائية"', Journal of Agricultural and Environmental Sciences, 18(1), pp. 151-175. doi: 10.21608/jaesj.2019.290523
VANCOUVER
عوض, . "دراسة اقتصادية للوضع الراهن والأوفق للتركيب المحصولي في محافظة بني سويف في ظل محدودية الموارد المائية". Journal of Agricultural and Environmental Sciences, 2019; 18(1): 151-175. doi: 10.21608/jaesj.2019.290523